الجمعة، 26 أغسطس 2016

أوهام المراهقين بين الإستطلاع والإستنطاع

أوهام المراهقين بين الإستطلاع والإستنطاع
               
             
             لا أحد يستطيع إنكار أن صاحب إستطلاع الرأي عن تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي شخص مندفع يغيب عنه الإحترافية والدراسة المتأنية ولا يجيد تحليل البيانات ولا يتبع مهارات إتخاذ القرارات قبل الخوض في الموضوعات وإنه لا يجيد فن الإدارة فيما يقدمه علي شاشة التلفاز سواءا بما لديه من معلومات أو حتي فيما يبديه من إنفعالاته وردود أفعاله المبالغ فيها ؛ والتي تأتي نتائجها جميعا في عكس الإتجاه للهدف المنوط به تحقيقه ؛ وهذا ما حدث أيضا عندما أقدم علي مبادرته الشخصية بعمل إستطلاع للرأي إجتاحه العجزة والمراهقون والممولون ممن لم يستطيعوا فرض أرائهم عبر صناديق الإنتخاب لضألة أعدادهم فأحجموا عن النزول خشية إفتضاح أمرهم فصفقوا لأنفسهم وخلقوا هالة من ضباب للتمويه علي قراءة بيانات الإستطلاع وتحليلها وعضدهم حمقا صاحب الإستطلاع بإغلاق حسابه علي تويتر أو الإدعاء بالقرصنة عليه دون إجراء تحليل لأرقام الإستطلاع وهو ما يجب علينا قراءته جيدا حتي نقف علي الحقائق.

إن عدد المشاركين في الإستطلاع وقت إغلاق الحساب 20964 مشترك وهو نفس عدد المشاركين في هاشتاج "مذيع ال... جاب ورا" ولهذا دلالات علي أن عدد المشاركين لم يكن ليزيد عن هذا العدد وأنهم يتحركون ككتلة واحدة بفعل محرك له هدف محدد وهو إسقاط الرئيس وأيضا سوء التعاطي مع الإستطلاع بما ينم عن الإختلاف غير الموضوعي وغير الأخلاقي وجميعا من صفات من يدعون أنهم ثوار ونخبة ونشطاء أو من يطلق عليهم حمدين صباحي الشباب الطاهر النقي ؛ وهذه العينة من المشاركين تمثل من تعداد جمهورية مصر العربية نسبة 0.02% ؛ وهذه عينة إعتمدت علي قطاع واحد وهو مستخدمي موقع من مواقع التواصل الإجتماعي وهم لا يمثلون الشعب المصري بمختلف فئاته الثقافية وأعماره السنية ومستوياته التعليمية والوظيفية والمعيشية والجغرافية والجنسية ؛ كما أنها تجاهلت كم الحسابات الوهمية علي هذا الموقع وكذلك مشاركة غير المصريين وكذلك وجود أكثر من حساب لشخص واحد ؛ كما أغفلت دور اللجان الإلكترونية الإخوانية وأيضا تلك التي يديرها من يدعون أنهم ثوريون ونخبة وحقوقيون ؛ وهذه اللجان هي بؤر نشر الشائعات المغرضة ؛ ومكمن التحريض علي الفوضي ؛ ومعقل تحريك الفتن ؛ ولا أحد يستطيع إنكار أنها كانت من خلال هذه المماراسات اليد الفاعلة للولايات المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الممولة في إزاحة النظم السياسية الشرعية ومحاولات تدمير المؤسسات الوطنية وخاصة العسكرية والأمنية منها ؛ لخلق فراغ دستوري وأمني وخدمي يسهل معه تقسيم مصر إلي دويلات وفق مخطط الفوضي الخلاقة أو الشرق الأوسط الجديد.

إن إستطلاعات الرأي في كل دول العالم لها معايير إحترافية وقواعد في إختيار العينات وتحليل البيانات ومع ذلك غالبا ما تأتي إستطلاعات الرأي التي تجري قبل أي حدث بعكس النتائج الفعلية ولعل أقربها علي الإطلاق أن كل إستطلاعات الرأي كانت تشير إلي بقاء المملكة المتحدة ضمن دول الإتحاد الأوروبي ثم جاءت نتيجة الإنتخابات أن إختار الشعب البريطاني الخروج من الإتحاد الأوروبي.


إن إستطلاعات الرأي التي تجري عبر مواقع التواصل الإجتماعي خاصة شأنها شأن التقارير التي تصدر من منظمات رسمية أو غير رسمية فهي في الغالب موجهة لتحقيق أهداف يغلب عليها الطابع الإستعماري وسياسات الهيمنة وتعتمد في الأساس علي خلق الخلاف بين الجماهير وشق الصف الوطني ؛ ويجب أن ننتبه لهذا الأمر وألا نعاود السقوط في براثن الشك والريبة واليأس ؛ وهنا يجب التنويه أننا قادرون علي إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي علي نحو إيجابي بطرح الرؤي وتبادل الأراء ؛ ودحض دعاوي الفتن والتحريض علي الفوضي ؛ وإعلاء شأن الوطن بالتصدي لما يتناولنا به الإعلام الغربي في ظل غياب الإعلام الوطني الموجه لصالح الدولة ونحن في حالة الحرب هذه ؛ كما يجب أن نجعل من مواقع التواصل الإجتماعي منبرا للإعلام البديل ذلك الإعلام الذي ينتمي للوطن ولا يسعي لتحقيق الثراء المادي وغير اللاهث لنيل الشهرة ؛ إعلاما من أجل بلادنا وشعبنا ومستقبل أبنائنا لا إعلاما نرجسيا منعزلا عن حجم أمالنا وألامنا ؛ وأعتقد أنني حذرت مرارا وتكرارا من مماراسات إعلام مراهق محسوب علي الدولة وهو في الحقيقة ينال من الدولة ومن شعبية الرئيس بأفعال مستهترة بعيدة عن المهنية ومبادرات غير مدروسة منزوع عنها الإحترافية وكأنها حالات من الهياج العصبي تنتاب كودية زار تدعم عن دون قصد كل من يحرض علي الدولة المصرية والأمة العربية.


لا شك أن هناك من سيستغل هذا الإستطلاع الباهت وغير الواقعي داخليا وخارجيا في محاولات لزرع اليأس وخلق مساحات من الفرقة بين أبناء الوطن ؛ وتقديم المبرر لأعمال صبيانية مراهقة مثل البيانات والتغريدات المسمومة من أجل إجهاض المشروع الوطني ولكن هذا لن يستمر طويلا ذلك أن الشعب المصري يدرك بوعيه قيمة الدولة وواجبه في الحفاظ عليها ؛ أيضا قوة مؤسسات الدولة وتمكنها من إدارة المعركة ضد هذا العدو القذر ؛ فلا أحد يستطيع العودة بنا إلي ما قبل الثلاثين من يونيو ؛ ولا أحد يستطيع دفعنا إلي مصير سوريا أوليبيا أواليمن أو حتي العراق ؛ فالرئيس السيسي إرادة شعب وإختيار أمة من المحيط إلي الخليج.
#تحيا_مصر

ليست هناك تعليقات: