الأحد، 29 نوفمبر 2015

من زيارة القدس إلي تجاوزات شرطية .. فحيح العابثين

من زيارة القدس إلي تجاوزات شرطية .. فحيح العابثين

               "عفوا يا كل العابثين .. فالوطن ليست حفنة من تراب عفن كما تروجون ؛ ومصر لن تكون يوما ولاية في خلافة داعرة تنتهك الأعراض وتدنس المقدسات وتغتال الهوية والتاريخ ؛ فخلافتكم ليست إسلامية ولا تحمل أي من مبادئ الإسلام السمحة ؛ فما تقدمون عليه لم يحمله قرآننا ؛ ولم نأخذه سنة عن نبينا صلوات ربي عليه وتسليماته ؛ ولم يرد عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان ربي عليهم جميعا ؛ فأنتم الخوارج تتاجرون بالدين سعيا لدنيا ؛ وأنتم النخاسون في زمن عز فيه العبيد ؛ وأنتم أصحاب الرايات الحمر تمارسون كل الموبقات تدثرا بالدين والدين منكم براء ؛ ومن خلفكم أبواق إعلامية علي نهجكم الماجن تسير ؛  وسيبقي الوطن وستبقي مصر رغم كيدكم مسجد إلي جوار كنيسة ؛ دفء البيوت من دفء قلوب ساكنيها ؛ المحبة والأخلاص والمودة ؛ وسنخرج في كل يوم شعبا واحد قاصدين مصانعنا وحقولنا نبذر أحلامنا الطيبة ونحصد مستقبلا مشرقا لأولادنا ؛ فمصر وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه ".

عبد الفتاح السيسي رئيس وهب الأمل للشعب
في وسط هذا العالم المضطرب الملئ بالصراعات المعقدة ؛ وبين أنين أهالي الضحايا من شهداء الشرطة والجيش والقضاء الذين يتساقطون كل يوم في معركة الوجود ؛ ومع عشرات المشروعات القومية التي تطلق يوما بعد يوم بإصرار وعزيمة علي التحدي لصنع مستقبل أفضل لأجيال قادمة ؛ وبينما العالم يعترف عن يقين راسخ بشرعية النظام السياسي الذي يمضي في تنفيذ خارطة المستقبل دون توان ويحقق نجاحات دولية رائعة ؛ وعندما بدأت البلدان الأوروبية تستفيق من غفوتها والإرهاب يضرب أعماق عواصمها وتشهد كيف كان لمصر رؤية ثاقبة في تحذيراتها قبل سنوات من تغول العنف الممنهج ليعصف بمقدرات الشعوب وحقها في حياة آمنة مستقرة ؛ وبمصير حضارات هي الأعمق تاثيرا في تاريخ البشرية وما لها من قيم وأخلاقيات ؛ بينما كل هذا الزخم من المعطيات التي لابد أن توظف علي نحو يدفع إلي مزيد من الإصرار علي المضي قدما في بناء الوطن ؛ ومواصلة التحدي لنأخذ مكانتنا التي نستحقها وسط كبريات دول العالم ينعق البوم محاولا بعث روح اليأس ؛ وخلق مناطق للخلاف وربما الصراع مستغلا ضعاف النفوس وأصحاب الأطماع وعبيد المال لخنق الأمل وإعاقة المسيرة والعودة بنا إلي ماقبل الثلاثين من يونيو.   

وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن
زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلي القدس كانت واحدة من الموضوعات التي حاول أهل الشر إستغلالها لبث روح الفتنة ونشر الفرقة والخلاف بين ابناء الوطن الواحد لعرقلة المسيرة المصرية نحو التنمية ؛ والحقيقة أن تناولهم للموضوع كان أمرا مثيرا للغثيان ومقززا ؛ فعندما تخرج الكنيسة ببيان يوضح أسباب الزيارة ومبعثها كان علي الجميع أن يصمت ذلك أن احدا لا يستطيع أن يزايد علي وطنية وحكمة وعمق رؤية قداسة البابا بل وتاريخ الكنيسة المصرية الوطني الحافل ؛ فقداسة البابا عمل ويعمل علي إعلاء قيمة الوطن علي قيمة الكنيسة وقتما قام تنظيم الأخوان الإرهابي بحرق أكثر من سبعين كنيسة عقب ثورة الثلاثين من يونيو وحكمته هي من خلدت قيمة وطنية هي الأروع عندما أطلق (وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن) لتتوارثها الأجيال عبر الأزمان كما ورثنا وورثت أنا كمسلم عن قداسة البابا شنودة الثالث قيمة تجري مني مجري الدم وهي  (مصر وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه) .

خطاب المعزول محمد مرسي إلي صديقه شيمون بيريز
 فلول تنظيم الإخوان الإرهابي حاول إستغلال الزيارة للمتاجرة بقضية القدس ؛ وإثارة المصريين لإشعال فتنة طائفية وإختلاق ذريعة لمحاولة الحشد في إحتفالات أعياد الشرطة القادمة ؛ تجارة الدين يجيدها هؤلاء النخاسون ؛ ويتعاطاها البلهاء والجاهلون ويرفضها كل من يؤمن بقدسية هذا الوطن ومقدراته وقيمته الدينية و الحضارية ؛ فيوم كانوا في سدة الحكم لم يوجهوا رصاصاتهم لتحرير القدس ولكنهم وجههوها نحو صدور المصريين شعبا وجيشا ؛ واليوم يحفرون خنادقهم لا نحو القدس ولكن لعمق سيناء ؛ وتشهد سياراتهم المفخخة علي قبح ضمائرهم وفكرهم .

الإخوان يحرقون الكنائس عقب ثورة 30 يونيو
 كما تناول الإعلام الفاسد الزيارة من أجل الإثارة ورفع نسب المشاهدة ومزيد من المال ؛ فكثير من إعلامنا لاقيمة أخلاقية أو وطنية مقدرة لديه ؛ فبينما يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي واحدا من المشروعات الكبري في الصباح بل ويحث الإعلاميين علي نقل حقيقة وحجم الإنجازات إلي الشعب و بث الأمل وإعلاء قيمة الوطن يخلقون هم في المساء مناطق للإختلاف ويجتهدون في إرساء الخلاف وربما السعي وراء الإقتتال من أجل المال ؛ فلا موضوعية ولا مهنية ؛ بل والمؤلم أن يعزز عملهم علمانيون خارجون عن الكنيسة يثيرون القلاقل بين الحين والآخر للمقايضة والمساومة وكل يعزف علي ليلاه  فأي عفن هذا !!

ويواصل المارقون البحث عن مواطن الإثارة وخلق مناطق الخلاف ؛ وكل يوظفها لمأربه ؛ ولا إثارة أكثر من ملف إنتهاكات بعض ضباط الشرطة لنفرد لها الوقت والقيل والقال لإثارة الجماهير وإشعال الحرائق ؛ فتناول قضايا محل تحقيق مخالفة قانونية فالتناول يتم وفقا للهوي ولأهداف كل طرف ؛ عمل غير أمين وغير أخلاقي وغير مسئول يمارسه إعلامنا فهو يحصد المال ويعرقل مسيرة الدولة ويمنح الإخوان مبررات للحشد من أجل الإفساد والفوضي ؛ وهي عملية بيع ممنهجة  للوطن والتضحية بالشعب ؛ لعب بالنار وعبث بالمقدرات ؛ فإعلامنا يمر مرور الكرام وعلي إستحياء علي شهداء الجيش والشرطة الذين يتساقطون كل يوم فداءا لهذا الشعب وحماية لهذا الوطن ؛ بينما يتناول بإستفاضة غير أمينة مخالفات شرطية معدودة متشدقا بحقوق الإنسان والحريات ؛ وتلميحات أقل ما توصف به قذرة عن الرغبة في عدم تكرار 25 يناير ؛ فهذا توصيف في غير محله لأنهم يدركون جيدا من واقع المحاكمات وما تكشف من أسرار أنها كانت مؤامرة لتقويض أجهزة الدولة وشل حركتها لإسقاط النظام ونشر الفوضي والتمهيد لتدخل قوي اجنبية متأمرة ؛ بل إن ما حدث في 25 يناير لم يكن بيد الشعب المصري الوطني ولكنها أيدي تنظيم الإخوان الإرهابي بمعونة فصيل حماس الإرهابي وبعض من أطلقوا علي أنفسهم النشطاء وبدعم من نخبة فاسدة ؛ فلم التضليل ولم التلميح إن لم يكن هدفه الحقيقي التحريض وهو نفس الدور المشبوه الذي لعبه الإعلام المرتزق ؛ فقوي الشعب الوطني لا تنجرف لكسر جهازها الوطني الشريف لمجرد تجاوزات شرطية محدودة وفردية هنا وهناك ؛ ولكن هذا يفعله إرهابيون في عباءة دين ؛ وإعلاميون يرتدون ثوب الفضيلة ؛ فمن أي نبت حرام ولد هؤلاء جميعا ؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي يكرم أسر  شهداء الشرطة
نعم أنهم يريدون حرق الوطن وإجهاض الحلم الذي ولد من رحم الثلاثين من يونيو ؛ وعلينا جميعا دولة وشعبا مجابهة هؤلاء ودحض خططهم من أجل مستقبل أبنائنا ؛ ولابد من إستئصال هذا السرطان دون مباطئة ؛ فلا تلقوا السمع لمن يتحدث عن حرية الإعلام فالحرية مسئولية ؛ ولا تهتموا بمن يندد بتكميم الأفواه فلا صوت يعلو علي أمن الوطن ؛ ولا تنتظروا ميثاق شرف فأي شرف لمن لا قدسية لوطن لديه ولا حرمة لشعب يصونها .


لن يتكرر ثانية هذا المشهد فنحن باقون وانتم مدحورون
الدولة مسئولة عن تصحيح الأوضاع القائمة أو ربما المائلة ؛ فعليها ألا ترتجف أو ترتعش فالشعب مل سخافات هؤلاء الحمقي والمأجورين  ؛فلابد من إعادة منصب وزير الإعلام من أجل سياسة إعلامية واضحة تدعم جهود الدولة وتجابه المؤامرات والدعايات المغرضة ؛ و تحديد أهداف واضحة للهيئة العامة للإستعلامات التائهة ؛ وأن تصيغ بحرفية إشتراطات جادة للعمل بالمجال الإعلامي علي نحو يعيد له الإحترام والموضوعية ؛ ووضع حد أقصي لأجور الإعلاميين يتناسب مع الحد الأقصي للأجور بالدولة ؛ وتحديد سقف للموارد المالية لكل قناة يسمح لها بهامش ربح معتدل والرقابة المشددة علي إيراداتها ومعرفة مصادرها وأوجه الإنفاق ؛ ودعم تليفزيون ومؤسسات الدولة الصحفية ؛ ووضع آليات لمحاسبة كل إعلامي فاسد فلا حصانة إعلامي مأجور خائن يتعمد التضليل والتحريض ؛ فإن كان جهاز الشرطة لدينا به بعض من تجاوزات فكثير من إعلامنا كله فساد فإبحثوا في ملفات هؤلاء الإعلاميين قبل سنوات.



الشعب عليه دور أيضا في عدم الإستجابة لمثل هذه القنوات ؛ ودحض مخططاتهم وإفشالهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي ؛ ومقاطعة سلع الشركات التي تدعم هذه النوعية من الإعلام ؛ فقد تضخمت ثروات أصحاب مثل هذه القنوات وإعلاميهم المنبطحون من المتاجرة بآلامنا والمقايضة علي مقدراتنا والعبث بمصائرنا ؛ كما أنه علينا جميعا ألا نستجيب لدعاوي الفتنة وألا يسلبنا ما يبثه لنا المتأمرون وحدتنا وإلتفافنا حول جيشنا وشرطتنا فهم يستشهدون دفاعا عن وجودنا ؛ نعم أيها السادة إنها حرب وجود .



أقتربوا من أحلام الرئيس وأماله لهذا الوطن ؛ إعملوا وكافحوا فالأوطان أغلي ما تملكه الشعوب  .......
                                                                                                      #حافظوا_علي_مصر