السبت، 31 أكتوبر 2015

ضد الدولـــــــــة (لا تصنعوا أيقونات للفوضي)

ضـــــــد الدولــــة
لا تصنعوا أيقونات للفوضي

" نشجب وندين ونرفض .... يعلو الصخب ويزداد الضجيج ولا ندرك أننا نجتزأ من المواقف ما يروق لهوانا ويتسق مع مآربنا بل ونفرضه علي الآخر ... لا نفكر ولا نريد أن نمنح هذا الأخر فرصة التفكير ؛ فقط كل ما نريده أن نكون أبطالا حتي ولو كنا أبطالا من ورق ؛ فالبطولة الحقيقية يصنعها العقل والبطولة الزائفة قوامها الصوت ؛ وهذا هو حالنا جميعا شعبا وحكومة !!  نعم وحكومة أيضا عندما ترتعش وتميل إلي إبطال صوت العقل وتتخلي عن تفعيل الآليات والقنوات الشرعية في تواصل المواطن بالدولة وقياداتها ؛ فقط لنزع فتيل أزمة ولدت من رحم فعل عشوائي ومعالجة خاطئة وتناول غير أمين ؛ ورد فعل غير مقنن ... حينها نكون ضد الدولة ".


يقينا لا يحتمل الشك ولا يقبل المزايدة أننا ضد تعدي رجل أمن رئاسة مجلس الوزراء علي السيدة التي كانت تحاول مقابلة السيد رئيس مجلس الوزراء ؛ ولا يقبل إنسان أبدا هذا الإعتداء وما شابهه مهما كانت مبرراته و الذي يستغله البعض للنيل من جهاز الشرطة رغم كل ما يقدمه من تضحيات وشهداء في حربه علي الإرهاب ؛ في نهج الهدف الحقيقي من ورائه إسقاط مؤسسات الدولة ؛ ولسنا ضد أن يلقي الإعلام الضوء علي مثل هذه التجاوزات حتي لا تصبح مع مرور الوقت منهجا في التعامل بين أجهزة الأمن والشعب ؛ ولكن هل كان هذا التناول موضوعيا وإحترافيا ؟ إن لم يكن كذلك وهو بالفعل ليس كذلك فقولا واحدا أنه لم يكن تناولا أمينا ؛ ذلك أن الموضوعية والإحترافية هما قوام الأمانة وبالتالي فإن كل ما بني علي هذا التناول من ردود أفعال كان أيضا غير موضوعي وغير إحترافي ؛ وقد تكون له عواقب فوضوية غير محمودة.

المشهـــــد الأول (نهار خارجي)

سيدة تقترب من بوابة مبني رئاسة الوزراء وتقف أمام الباب الخارجي محاولة مقابلة السيد رئيس مجلس الوزراء بدون موعد أو ترتيبات ؛ وتظل تعترض الباب المخصص للخروج والدخول والأمن يفشل في محاولة صرفها (أليس هذا قصورا أمنيا ؟) فلربما تأتي هذه السيدة بأفعال غير لائقة تمس هيبة الدولة ممثلة في قياداتها أو عملا إرهابيا ما تجاه طاقم الحراسة او المنشأة (ألم يطرح طاقم الأمن برتبه المتدرجة هذه الإحتمالات الأمنية ؟ ألم يقوموا بدراستها في كلية الشرطة ويتلقون عليها تدريباتهم ؟ هذا ما يطلق عليه الأهمال والتقصير في أداء المهام المنوطة بطاقم الحراسة علي منشأة إدارة الدولة المصرية في وقت عصيب تواجه الدولة إرهابا لا هوادة فيه ؛ ومن هنا تقع الكوارث .

المشهــــد الثاني (نهار خارجي)

بمرور الوقت يفشل الأمن في إثناء السيدة عن الوقوف أمام بوابة رئاسة مجلس الوزراء ؛ تتشبث السيدة بالباب الحديدي وترفض الإنصراف بكل الوسائل الأخلاقية والإنسانية ؛ فيأتي أحد أفراد طاقم الأمن وبمنتهي الحماقة يضرب علي يد السيدة في محاولة منه لتخليص الباب من يديها بعدما أدركوا جميعا أن مرور أي قيادة أمنية أو خروج مسئول في ذلك التوقيت قد يعرض الطاقم للمساءلة عن هذه المخالفة الأمنية (ألم يتفتق ذهن قائد الحراسة بتحرير محضر للسيدة المتشبثة بالباب الحديدي وإستدعاء الشرطة النسائية للقبض عليها وإحالتها للنيابة للتحقيق بدلا من هذا الفعل الهمجي المتمثل في الضرب علي يد السيدة ؟) ؛ وهنا علينا أن نعترف أن البعض من قياداتنا الأمنية مازال بعيدا عن الإحترافية في الأداء ؛ او ربما أن الأيدي مازالت مرتعشة في محاولة فرض الإنضباط والنظام علي الشارع المصري  وفي أماكن عملنا ؛ وهذا لا يعني سوي أننا سنواجه المزيد والمزيد من الفوضي والغوغائية ؛ ومن أحشاء هذه الفوضي يولد الفساد  والإرهاب وتتعثر الدولة فيما تخطط للحاق بركب التقدم والرقي.

المشـــــهد الثالث (ليل داخلي)   


تنكشف ظلمة الأستوديو ويظهر الإعلامي ممتعضا وينظر إلي الكاميرا بحسرة ؛ ويحرك رأسه يمينا ويسارا ثم يعتذر للمشاهدين عما سيعرضه ثم أخذ يعتذر ويعتذر حتي نسي من فرط إعتذاراته المتكررة عما يعتذر ؛ وفجأة يعلو الشاشة منظر رجل الأمن وهو يضرب علي يد السيدة المتشبثة بالباب الحديدي لمبني رئاسة مجلس الوزراء ؛ ويعلو الصراخ والعويل داخل الأستوديو لماذا وكيفما وحيثما وووو..  ولا جملة واحدة مفيدة عن التحليل الموضوعي للواقعة أو الكشف عن أوجه الخطأ لكل طرف ؛ ثم مطالبة لابد أن يعتذر رئيس الوزراء لهذه السيدة العظيمة الشجاعة !!
تنفرج أسارير الإعلامي بعد دقائق بإتصال المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء والذي ينقل للسيدة إعتذار الحكومة ويبلغها بموعد المقابلة مع رئيس الوزراء لبحث شكواها ؛ ولكن (هل فكر أحد ماذا حدث ولماذا حدث وكيف سنعالجه مستقبلا ؟) .

المشهد الرابع (نهار داخلي)


يكتظ مبني رئاسة مجلس الوزراء بالإعلاميين في إنتظار السيدة الجسور التي حاولت عبور بوابة مبني مجلس الوزراء ؛ ويستقبل السيد رئيس مجلس الوزراء بكياسته المعهودة السيدة و يعتذر لها عما بدر من أمن المبني تجاهها ويستمع إليها ... من الرائع حقا أن يستشعر رئيس مجلس الوزراء الحرج من تصرفات أشخاص هم بشكل أو أخر محسوبين علي النظام السياسي والأكثر روعة أن يعتذر عن إنتهاكات هؤلاء الأفراد ؛ ولكن من المضحكات المبكيات أن السيدة محل كل هذا الصخب والضجيج فعلت ما فعلت فقط من أجل الحصول علي الدرجة الرابعة في السلم الوظيفي فأي سخف هذا الذي نعيشه !!

ثم تتطرق السيدة في حديثها مع السيد رئيس مجلس الوزراء إلي ما تعيشه الوزراة التي تعمل بها من فساد ؛ وكنت أتمني علي رئيس مجلس الوزراء أن ينهي اللقاء علي ركيزة هامة لتكن رسالة لكل مواطن مصري أن مصر دولة مؤسسات وأن هناك تدرجا وظيفيا يجب أن يحترم ؛ وأن هناك أجهزة رقابية معنية بفحص البلاغات الخاصة بالفساد سواء الإداري أو المالي ؛ وأن هناك قضاءا يجب أن يلجأ إليه المواطن المصري حال شعوره بالغبن أو الظلم ؛ فرئيس مجلس الوزراء غير معني بالترقيات والدرجات الوظيفية ؛ والحديث عن الفساد لا ينبغي أن يكون حديثا مرسلا بين مجموعة من موظفي الدولة في أوقات فراغهم ثم ينقل إلي سيادته ؛ ونحن في هذا لا نحرم المواطن دوره في مكافحة الفساد ولكن عن طريق القنوات الشرعية ؛ وهذا هو الطريق السوي الإحترافي ؛ لكن السيد رئيس مجلس الوزراء هاتف وزير الزراعة ليطلب منه أن يسمع بعناية للسيدة الجسور وأن يمنحها الوقت الكافي..!!


المشهد الخامس (ليل داخلي)

تقترب الكاميرا من الإعلامي باسم الثغر مبهورا بما حدث بمجلس الوزراء ؛ ويصف السيدة بالشجاعة ؛ ويسألها سوألا لوذعيا كيف كان شعورك عندما دخلت إلي مكان عملك اليوم ؟ فتصف كيف أنها كانت مرفوعة الرأس وفخورة ؛ وكيف لا وهي من أثارت البلبلة وقدمت للإعلام بمعاونة حماقة فرد أمن وتناول غير موضوعي من قبل الإعلامي لتصبح حديث المدينة ؛ ويتوالي الزمر والطبل ولا عزاء للوطن.

ولن تسدل كلمة النهاية فالهزل مستمر ؛ وتعاملنا غير محترف ؛ وتناولنا غير موضوعي ؛ وردود أفعالنا غير مقننة ؛ وربما بعد هذه الواقعة نجد آلاف من المتنطعين أمام بوابة مجلس الوزراء بمطالب أكثر فئوية وأكثر تفاهة ؛ وإلقاء التهم ويختلط الجاد بالباطل منها والحابل بالنابل ؛ ونعيد صياغة فوضي الإعتصامات والتظاهرات والكل يريد مقابلة رئيس مجلس الوزراء ؛ حينها سنوقن جميعا من عمل ضد الدولة سواءا عن قصد أو غير قصد .


فضلا لا تصنعوا أيقونات للفوضي  لأنها ستحرقنا جميعا .......
                                                                                         #حافظوا_علي_مصر

الأحد، 25 أكتوبر 2015

هاني المسيـــــري حان وقت الرحيــــــــل ..... فضــــــلا عــــد إلي المعــــــــادي

هاني المسيـــــري حان وقت الرحيــــــــل

فضــــلا عــــد إلي المعــــــادي


" ليست هي بالأعاصير المدمرة ؛ وليست بالزلازل أو البراكين المفاجئة ذلك أن ما تعرضت له مدينة الأسكندرية أمطار عادية في نطاق التوقعات لهذه التوقيتات من السنة ؛ ما حدث اليوم هو غياب الإدارة الواعية الرشيدة ؛ وغياب للمتابعة الأمينة ؛ هذا ما حذرت منه في العديد من المقالات التي تناولت من خلالها أداء هاني المسيري محافظ الأسكندرية ؛ وأذكر أنني حذرت من أنه ليس لدينا رفاهية التجربة ؛ واليوم أهمس همسة صارخة بالألم والمرارة من جراء ما تعانيه الأسكندرية وشعبها اليوم في أذن السيد رئيس الوزراء : هاني المسيري حان وقت الرحيل فضـــلا عــــد إلي المعـــــادي".


المناصب العليا بالدولة أو حتي بالمنشأت الصناعية والتجارية والخدمية تتطلب مهارات خاصة في إدارة البشر وإدارة الأدوات ؛ وهي ترتبط أيضا إرتباطا وثيقا بحسن تداول المعلومات وطرح الأولويات ؛ ثم مهارة التواصل مع أصحاب الرأي والرؤي ؛ ومن ثم وضع خطط قصيرة الأمد وخطط طويلة الأمد ؛ ثم التنفيذ وإعادة التقييم وتصحيح الطريق ومواصلة المسير ؛ وهذا ما لم يفعله المسيري حيث أنه غير قادر علي إدارة معاونيه بل أنه في حالة صراع دائم معهم وليس بعيدا عن الذاكرة لقاء رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب مع رؤوساء الأحياء بالأسكندرية علي هامش إفتتاح ترسانة الأسكندرية  في وجود المحافظ وهو أمر غير معتاد وإن دل علي شئ فانه يدل علي عدم قدرة هاني المسيري علي إدارة مرؤوسيه .


الأمطار التي هطلت بغزارة علي محافظة الأسكندرية لم تكن في الحقيقة كارثة طبيعية ؛ ولكنها كارثة من فعل محافظ غير قادر علي إدارة أجهزة العمل بالمحافظة ؛ فغرف التفتيش في الشوارع لم يتم تطهيرها وتأمينها إستعدادا لموسم الشتاء ؛ أيضا المطبات العشوائية التي قام الفوضويون بإقامتها لم يتم إزالتها ؛ وكذلك مغاسل السيارات غير الشرعية بالشوارع لم يتم منعها ؛ وبالتالي أرهقت شبكة الصرف ؛ أيضا أعمدة الإنارة بلا صيانة حقيقية فسقطت علي المواطنين مع أول عاصفة وحدثت الوفيات التي أدمت كل المصريين وأعتقد أن الغد سيكون أسوأ في ظل محافظ يذهب إلي مكتبه صباح كل يوم لا يدري ما هي اولوياته في التوجيه أو المتابعة محافظ لا يسمع أنين جماهيره بالشارع السكندري ؛ محافظ يجهل واجباته ولا يملك مهارات إدارة الأخر وإدارة أدواته وليس لديه النية في التغيير.  


إن من يحلو له أن يدعي أن ما حدث بمحافظة الأسكندرية كارثة بيئية لتجميل صورة السيد هاني المسيري عليه أن ينظر إلي أكوام القمامة المتراكمة في كل شوارع الأسكندرية ؛ وعليه أن يخجل من إستمرار مخالفات البناء في جنح الليل وفي وضح النهار علي حد سواء رغم ما حظي به المحافظ الهمام من موافقة علي منح رؤوساء الأحياء للضبطية القضائية ؛ وعليه أن تكسو حمرة الخجل وجهه من فوضي الميكروباص والتوك توك والمواقف العشوائية وخطوط السير غير الرسمية والتعريفة المتزايدة ؛ وعليه أن يحصي كم الأكشاك العشوائية والمقاهي والمحال التي حرمت المواطن السكندري من إستعمال الأرصفة التي خصصتها الدولة لسلامته وأمانه .


إن من يري أن ماحدث بالأسكندرية كارثة بيئية عليه أن يدرك أن كارثة الأسكندرية الحقيقية هي بقاء هاني المسيري محافظا لهذا الأقليم الذي فقد بريقه ورونقه ؛ فهو شخص تنتفي عنه صفة المسئول كونه منفصل علي الواقع لا يهتم سوي بالترام كافيه والترام ليمون ؛ حتي عندما فكر في الإدعاء بأنه راع للفن والثقافة حضر عمل فنيا بالمسرح القومي بالاسكندرية يتناول بالأهانة ملك مصر الأسبق فاروق الأول فأساء إلي كل مصري وإلي كل ما هو مصري..



هاني المسيري حان وقت الرحيل ... فضـــــلا عــــد إلي المعــــــــادي 
                                                          #حافظوا_علي_مصر      

السبت، 17 أكتوبر 2015

لا إجرام الإخوان عليكم أخشي ولكن شعب الفوضي ما أخشاه (فإحتشدوا وأجيدوا الإنتخــــــاب)

لا إجرام الإخوان عليكم أخشي ولكن شعب الفوضي ما أخشاه

 فإحتشدوا وأجيدوا الإنتخــــــاب


" الديمقراطية ممارسة يومية لا منحة من الحاكم ؛ وإذا تخلي المواطن عن هذا الحق فلا يلومن إلا نفسه ولا يلقي بالمسئولية علي حاكم أو حكومة وليتحمل مسئولية جرمه في حق هذا الوطن ؛ فلا يستطيع منصف أن ينكر أن لدينا قطاعا عريضا من الفوضويين في الدولة المصرية ؛ وهذا القطاع وإن تضاءلت نسبته فإنها من مجموع شعب قوامه تسعون مليونا تعد شعبا في دول أخري أقل منا تعدادا ؛ بل لا أبالغ إذا ذهبت إلي ما هو أبعد من ذلك عندما أقر أن أفعال هؤلاء الفوضويين وردود أفعالهم قادرة علي هدم عراقة دولة بحجم مصر والزج بها في غياهب من العشوائية والفوضي والبلطجة ؛ وبالتالي سنوات أخري قادمة من التخلف عن ركب الحضارة والتقدم ؛ بل إن ما يزيد هذا القطاع خطورة أن يقابله قطاع أخر ممن أتخذوا السلبية نهجا ومنهاجا لهم في كل أوجه الحياة وهم أضعاف مضاعفة من هؤلاء الفوضويين ؛ ومن هؤلاء جميعا إستمد التيار الديني المتطرف قوته في الشارع المصري وبدا وكأنه المصلح والمنقذ لهذه الأمة ؛ ومن براثن الفوضويين والسلبيين خرج علينا أيضا تيار الإنحلال الأخلاقي بكل ما يحمله من دعاوي الفجور والرذيلة ليقدم نفسه للشعب المصري علي أنه التيار المقاوم لدعاوي التطرف والتشدد وأنه الراعي للحريات والحقوق ؛ فيحتل عنوة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي ممن أطلقوا علي أنفسهم النخبة ؛ ويجد المخلصون والوطنيون من أبناء هذا الوطن أنفسهم بين شقي رحي ووسط أمواج متلاطمة لايدري إلا الله عز وجل منتهاها ؛ من أجل ذلك يجب أن نحتشد جميعا أمام صناديق الإنتخاب  ونجيد في الإختيار ونحتكم إلي ضمائرنا ووطنيتنا من أجل برلمان قوي قادر علي إعادة دولة القانون ؛ وتعضيد الأيدي القائمة علي إنفاذ القانون لدحض هذا القطاع من الفوضويين الذين هم أصل البلاء وكل البلاء لهذا الوطن وهذا الشعب".

نخبة فاسدة بلا ضمير يتاجرون بالوطن والمواطن

إن الهتافات المتصاعدة بإسقاط النظام في الخامس والعشرين من يناير ؛ والهتافات المتخافتة اليوم خوفا لا حياءا مرورا بهتافات يسقط حكم العسكر لم تكن تعني علي الإطلاق إسقاط النظام السياسي ؛ ولكن الواقع يقول أن الهدف كان إسقاط دولة القانون ؛ وإزهاق الأيدي التي تعمل علي إنفاذ القانون ؛ وبإسترجاع المشاهد الحياتية بعد هذه الرحلة المضنية نتيقن الحقيقة المريرة في ملايين من الوحدات السكنية غير المرخصة ولدت سفاحا من رحم الطامعين من الفوضويين ؛ ومن الطبيعي أن نجد دولة داخل الدولة الأم أحتلت الأرصفة والشوارع ... ملايين من الأكشاك العشوائية أطلق عليها أصحابها (بازار 25 يناير)(بازار شهداء 25 يناير)(بازار الحرية) وغيرها من الشعارات الخادعة الكاذبة التي نبتت شيطانيا في جنح ظلمة الميدان ؛ ولم يصبح مقبولا أن يبرر أحد  فعلهم الإجرامي بأنهم يبحثون عن لقمة العيش فأقلهم إجراما لصوصا لمصادر الطاقة الكهربية والمياه ؛ وأكثرهم إجراما تجارا للمخدرات وقطاعا للطرق حتي في وضح النهار ؛ ويقترن بهم أصحاب مغاسل السيارات غير الرسمية في كل الطرق والشوارع لصوصا للمياه والكهرباء مدمرين للطرق وشبكات الصرف فهم مجموعة من البلطجية ؛ تمارس الأستقواء علي الدولة والأيدي النافذة للقانون يمارسون التحرش بكل أشكاله يتاجرون بالمخدرات دون ورع أو إستحياء ؛ فكيف يعيش المواطن المصري المحترم صاحب الخلق القويم في دولة أحتلها البلطجية والمجرمون ؟

الجرذان الجدد موت وبلطجة ومخدرات وتحرش 

ملايين الفئران تقطع شوارعنا ليلا ونهارا ممثلة في التوك توك ؛ والدراجات البخارية غير المرخصة تهدد حياة الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء ؛ تلوث أسماعنا بصخب وضوضاء سماعاتهم ومهرجاناتهم ؛ ولا يستطيع احد التصدي لهم فهم المارقون الذين لا يتحدثون إلا بالسلاح الأبيض دون رادع ؛ فكيف للمواطن المسالم النقي أن يعيش في هذه الدولة ؟

أين الأرصفة ؟ وأين الشوارع ؟ واين مصر ؟ 

ناهيك عن سائقي الميكروباص وعشرات الحوادث اليومية نتيجة السرعة الجنونية ؛ والسير عكس الإتجاه ؛ ومواقف عشوائية لا حصر لها ؛ وممارسة البلطجة في فرض تعريفة ركوب وخطوط سير متقطعة أثقلت عاتق المواطن البسيط ؛ ولا أحد ينتصر للمواطن فكيف للبسطاء العيش في هذا الوطن ؟


وتكتمل المأساة بالمتلاعبين بالأسعار المتربحين من دماء الفقراء ؛ والمتاجرين بكل ماهو غير صالح للإستخدام الآدمي وكأنهم طوفان يقتلع أجمل ما نملك ؛ والعوالة من العاملين بالمستشفيات يهينون المرضي ويتاجرون بالآلام ؛ ويسقط الضحايا في مسلسل الإهمال ؛ وفي المدارس يأتي تجار المعلومات من معلمين يكافحون ويحاربون ضد الدولة لتقويض التعليم الرسمي ويجهضون دور المدارس كمؤسسة تعليمية وتربوية من أجل معاهد خاصة تفتقد الآدمية وعوامل الأمن و الأمان بحثا عن الثراء الفاحش مقابل التنازل عن قيم الرسالة التعليمية .. مدرسين لا تستطيع تحديد هويتهم بلطجة وتحرش وتعدي وأحيانا يطرحون العلم بنهج العوالم ؛  أليس هذا نوعا من الفوضويين الذين يمارسون البلطجة والمتاجرة بأسمي رسالة ؟


 ويأتي فئة المتنطعين ممن عرفوا بعد 25 يناير بالنخبة لتبيع لنا الجنس والدعارة والترويج للمثلية والفجور والعنف ؛ وممارسة الفتوي علي شاشات التلفاز وعبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة في تجارة هي أحقر من تجارة المخدرات ؛ متدثرين بمبررات بالية من حرية الإبداع والفكر ؛ ويناهضون بكل شراسة الفضيلة والقيم النبيلة ؛ وعلي النقيض يأتي التيار الديني المتشدد الإسلامي والمسيحي علي حد سواء وبنفس الأدوات لينهش في جسد الدولة المصرية ويزكي روح الفتنة الطائفية ؛ ويبث سموم الفرقة والشتات وكأنهم فقدوا السمع والبصر والبصيرة في فهم وإستيعاب ما يدور في الدول المجاورة لنا والتي أصبحت جثث هامدة وأطلال ديار خربة تحول ساكنيها إلي لاجئين ممزقين في البلدان.



وبينما نحن في هذه الحالة المتردية من الفوضي والعشوائية يأتي بعض رجال الأعمال محاولين التلاعب بمصير هذا البلد والمقامرة بمقدرات شعبه من أجل إخضاع الدولة وتقويض مؤسساتها ؛ من أجل الهيمنة الكاملة ليس علي الأقتصاد المصري فحسب بل وعلي القرار السياسي وإعادة تشكيل المجتمع علي أشلاء هذا الشعب وأحلامه وأمنياته ؛ ذلك انهم يرون انهم الصفوة وهم من يملكون ؛ وهم من يحق لهم تحويل هذه الدولة إلي وسية يصير فيها الشعب مصير العبيد ؛ ويقابله قطاع مجرم من أصحاب المطالب الفئوية ينخرون في عضد الدولة ؛ يتاجرون بمصالح الناس ويعطلون حركة التنمية تارة بتعطيل العمل والبلطجة والتظاهر بغية لي ذراع الدولة ؛ وتارة بالفساد والرشوة والنهب والسلب . 


من أجل هذا كله وأكثر إحتشدوا وأجيدوا الإنتخاب من أجل برلمان قوي يشرع من القوانين ما هو رادع لشعب الفوضي الذي أنتفض وإزداد شراسة بعد 25 من يناير ؛ قوانين صارمة تحمي المسالمين والبسطاء ؛ وتقتص للضعفاء والشهداء الذين سقطوا من الجيش والشرطة والمدنيين فداءا لهذا الوطن ؛ نريد قوانينا تعيد الإنضباط للحياة المصرية تشعر فيها الأم والزوجة والأخت والأبنة بالأمن والأمان ؛ نريد أيدي نافذة للقانون تعيد هيبة الدولة ومؤسساتها ؛ ويستشعرمن خلالها شبابنا أفاق المستقبل المشرق وبزوغ فجر العدالة الإجتماعية .




إحتشدوا وأجيدوا الإنتخاب من أجل برلمان يشرع قوانينا تعمل إقتلاع مقومات البيروقراطية ؛ وتصارع عوامل الرشوة والفساد والمحسوبيات ؛ وتعمل علي إجتذاب رؤوس الأموال والأستثمارات لنستفق من عبء ديوننا ؛ ونصنع الرقي والتقدم ولترث لأجيال القادمة دولة تنافس كبريات الدول في معايير الجودة في كل مناحي الحياة .  



إحتشدوا وأجيدوا الإنتخاب من أجل برلمان يؤمن للدولة المصرية هويتها ؛ يعضد دور الرئاسة ويراقب مع الحكومة وعلي الحكومة ؛ ويكون مرآة المجتمع للحكومة ؛ ويكون التواصل الحميد بين الحكومة والشعب.


إحتشدوا وأجيدوا الإنتخاب فلا إجرام الأخوان عليكم أخشي ولكن شعب الفوضي ما أخشاه .
                                                 #حافظوا_علي_مصر

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

عاملوهم بالعـــــدل لا بالقســــط ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمهم بحجــــر

عاملوهم بالعـــــدل لا بالقســــط
ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمهم بحجــــر


           "يقينا لا يقبل الشك أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك سيظل علامة فارقة في تاريخ هذا الوطن ؛ وأن سنوات عمره التي وهبها لوطنه مقاتلا شجاعا وحاكما وطنيا فذا فريدا سينصفها وسيذكرها التاريخ بحروف من نور؛ حتي تلك اللحظة الدرامية التي تنحي فيها عن الحكم وتفويضه للمجلس العسكري بإدارة شئون البلاد ستظل شاهدا علي دهائه السياسي في دحض المؤامرة الكبري التي كانت تستهدف شرق أوسط جديد من خلال نشر الفوضي وتفتيت الأمصار ؛ وستأتي أجيال أخري أكثر أمانة وأعمق موضوعية لتبرهن للعالم ان المؤسسة العسكرية قدمت لهذا الوطن أفضل الزعماء والقادة ؛ والذين كانوا دوما نبراسا للوطنية والفداء وإنكار الذات ؛ ويجب أن يعامل أي رئيس بالعدل لا بالقسط  ؛ ليبقي المعيار الحقيقي للتقييم هو عدم الخيانة أو التأمر علي مقدرات هذا الشعب ؛ ويشهد الله والتاريخ أن أي من حكام هذا البلد لم يكن يوما خائنا أو متأمرا (عدا الجاسوس محمد مرسي الذي تسلل في غفلة من ضمائرنا إلي القصر الرئاسي وعصابته) ؛ وفي نطاق العدل تشفع الحسنات لصاحبها ؛ وفي القسط تطيح السيئات بالحسنات ؛ فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمهم  بحجر ."  


لا نظام سياسي بدون أخطاء حقيقة مسلم بها في كل أنظمة الحكم في العالم بما في ذلك المتقدمة منها والأكثر ديمقراطية ؛ نحن فقط في مصر تقودنا أهواؤنا وعواطفنا الشخصية نحو رفع الحاكم إلي عنان السماء متي وافق هوانا متغاضيين عن أخطائه وإن كانت جسام ؛ ونغتال الحاكم ونلعن أيامه متي أختلفنا معه علي غير دراية ونصغي بشدة لأعدائنا فيما ينشرونه من شائعات فنمزق أنظمتنا ونهوي ببلادنا إلي غياهب الفوضي ومعترك الدمار؛ وتأخذنا العزة بالأثم ونتمادي في الغي نشوه تاريخنا وزعمائنا ؛ نعم فنحن المتأمرون علي أنفسنا .

تقودنا أهواء البعض منا إلي تقديس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ؛ والتقديس ليس من مفاهيم التقييم السياسي لفترات الحكم أو للقرارات السياسية ؛ فالحقيقة المجردة المنزهة عن أي هوي أن عبد الناصر كان وسيظل علي مدي التاريخ زعيما سياسيا رائعا ؛ مؤمنا حتي النخاع بالقومية العربية مناضلا من أجلها ؛ زعيما مقاتلا ضد الإستعمار بكافة أشكاله بطول العالم الثالث وعرضه ؛ وستظل أرض مصر شاهدة علي وطنية هذا الرجل بإمتداد إنجازاته من السد العالي وحتي قناة السويس ؛ ونضاله من أجل إقامة عدالة إجتماعية تمنح رخاءا وأمنا حقيقيا للشعب المصري ؛ لكن الحق يصرخ أن عبد الناصر هو المسئول الأول عن هزيمة 1967 والتي لم تكن سوي وليدة لأخطاء سياسية فادحة وهذا بإعترافه ذاته في خطاب التنحي ؛ وغلبة سياسة الشعارات الرنانة والأبواق الفارغة ؛ فلم يكن عبد الناصر وحكومته قادرين يوما علي إلقاء أسرائيل وما وراء أسرائيل في البحر كما أوهم الشعب الذي أستفاق علي النكسة وضياع الأرض وإنهيار الحلم ؛ ولم تكن مظاهرات الشعب عقب 1967 لرفض تنحي عبد الناصر وإنما كانت لرفض الإنكسار وضياع الحلم ؛ فالجيش المصري لم يهزم عسكريا ولكنه كان ضحية الوضع السياسي المترهل آنذاك والقرارات غير المدروسة ؛ وليس أدل علي ذلك من الصراع الذي دار بين عبد الناصر وبين المشير عبد الحكيم عامر عقب الهزيمة ؛ وهذا الفشل يدل أيضا علي سوء الإدارة لبعض الملفات وعدم القدرة علي إتخاذ القرار السليم في الوقت السليم وعدم المتابعة العميقة والمحترفة للمرؤسين والذين عاثوا في البلاد فسادا وأصبحوا مراكزا للقوي ؛ ولأن الناس تتناسي في ظل منظومة العشق التي تغفل الفكر وتتغاضي عن رؤية الحقائق فليس أدل علي سوء الأحوال الداخلية للبلاد في ذلك الوقت من كتم للأفواه وتقييد للحريات ؛ ورغم كل ذلك يبقي جمال عبد الناصر زعيما وطنيا ملهما قدم حياته فداءا لهذا الوطن ؛ كافح أصاب وأخطأ وهو ليس في دائرة التقييم وإنما فترة حكمه وقراراته السياسية يجب أن تكون قيد التقييم الجاد والموضوعي ؛ ويجب أن يعامل بالعدل لا بالقسط ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمه بحجر.   

             
ويظل الرئيس محمد أنور السادات نموذجا فريدا من الرؤوساء الوطنيين ؛ وداهية سياسية أذهلت العالم ؛ بل وكانت صادمة لمن راهنوا علي عدم بقائه  في الحكم أكثر من شهور معدودة وكان علي رأس هؤلاء المتراهنين هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكي ؛ فالسادات أستمر في الحكم لعقد من الزمن بعد أن أطاح بالمتاجرين بأسم عبد الناصر؛ وسيظل في قلب التاريخ ورجالاته أبد الدهر بقرارات سياسية لم يكن يتوقعها أحد ؛ فهو الزعيم المنتصر الذي قضي علي أسطورة الجيش الأسرائيلي الذي لا يقهر ؛ وهو من أعاد الكرامة والعزة للأمة العربية بنصر رائع يدل علي عبقرية فذة ؛ ودهاء سياسي أذهل العالم ؛ فوهب الحياة لأمة كانت في عداد الموتي بلا حراك ذاقت الذل والعار بعد هزيمة1967 لتستفق علي فجر جديد من الفخار واليقين بمؤهلاتها علي تغيير وجه العالم والإيمان بقدراتها في الزود عن مقدراتها وصونها ؛ وهو الزعيم الذي وضع العالم الحر أمام مسئولياته ودوره في أستعادة الأرض العربية المحتلة ؛ والحفاظ علي المقدسات الدينية وعدم طمس الهوية العربية ؛ بل وواجه الشعب الأسرائيلي من داخل الكنيست بحقيقة قياداته وما تتبناه من أحلام التوسع وإحتلال أرض الغير بغير حق ؛ فكسب إحترام العالم وحرر كامل التراب الوطني ؛ ولو ألتف حوله القادة العرب حينها ربما لتغيرت معالم الشرق الأوسط اليوم ؛ وربما كان لدينا معطيات تمنحنا المزيد من القوة في هذا الحراك العالمي ؛ وتبقي إنجازات الرئيس السادات شاهدا علي وطنيته ؛ وعلي سنوات من الكفاح والعطاء منذ كان ضابطا بالجيش المصري إلي أن أصبح في سدة الحكم ؛ لكن قد يكون صادما للكثيرين أن نقول أن ما عانيناه و نعانيه اليوم من إرهاب كان السادات سببا مباشرا فيه عندما أطلق يد الجماعات الدينية المتطرفة وعلي رأسها الأخوان المسلمين في الجامعات والنقابات لدحض ما أسماه بالتيار الشيوعي ؛ وكان قراره الخاطئ مبنيا عن ثقة مفرطة في قدرته في عمل توازونات في الشارع السياسي حتي فقد السيطرة علي هذا التيار المتطرف الذي سيطر علي الإتحادات الطلابية والنقابات والمساجد التي تحولت إلي بؤر للفكر المضلل والأرهاب بل ولم تجد عباراته (لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين) التي أستدعاها في الكارثة وغفل عنها من قبل متعمدا ؛ بل أن هذا التيار أحتل مناطق في الدولة عمل فيها علي نشر عوامل الفرقة ودعم الفتنة الطائفية وتمزيق أوصال الوطن ؛ بل أن عدم وجود تواصل محترف للرئيس السادات مع الشعب فيما يختص بالشئون الداخلية كان سببا مباشرا في أحداث يناير 1977 ؛ وربما أيضا الكبر في الإعتراف بأخطاء في السياسة الداخلية وإلقاء المسئولية دائما علي التيارات المعارضة ؛ كان احد أهم الأسباب في توحش هذا التيار الديني المتطرف الذي بلغ مداه في إغتيال الرئيس السادات وما تبعه من أحداث إرهابية في صعيد مصر بل وفي مناطق من القاهرة ذاتها ؛ ورغم هذا سيظل الرئيس محمد أنور السادات بطلا للحرب والسلام ؛ وفي قلب التاريخ رمزا للوطنية والدهاء السياسي ؛ وإن بعض القرارات الخاطئة أو الرؤية غير الصحيحة لبعض من الأمور لا تنفي عنه عظيم إنجازاته ؛ وفي النهاية الرئيس بشر يصيب و يخطئ ؛ ويظل الخطا في نطاق الخطأ الذي هو سمة من سمات الممارسة السياسية ؛ وأن مهمة الرئيس ورجالاته تقليل مساحة الخطأ وتلافي ضرره بالتواصل المحترف ؛ والتبادل الجيد للمعلومات ؛ والدراسة المتأنية للمعطيات ؛ ويبقي شخص الرئيس السادات خارج دائرة التقييم فهو وطني مخلص ؛ و ملحمة رائعة من الكفاح والنضال ؛ وتبقي فقط قراراته قيد التقييم الموضوعي المستنير ؛ ويجب أن يعامل بالعدل لا بالقسط ؛ ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمه بحجر.


ويأبي التاريخ قبل أن يطوي صفحات هذه الحقبة إلا أن يبرز أسم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك فيختصه لأن يكون أول وأخر رئيس لجمهورية مصر العربية من جيل أكتوبر المجيد ؛ الجيل الذي سلم كامل التراب الوطني للأجيال القادمة محررا ؛ وسلم صواري راياتنا خفاقة وأي إنجاز أعظم من ذلك !!

محمد حسني مبارك رئيس بطعم عراقة التاريخ ونبل المقصد وسمو الغاية ؛ فهو من أختاره عبد الناصر من أجل تنشئة جيل من الطيارين المقاتلين عقب نكسة 1967 فنجح  وأنجز؛ وهو من أختاره الرئيس السادات قائدا للقوات الجوية في حرب التحرير فقاتل وأبهر ؛ وهو من أختاره أيضا ليتسلم الراية من جيل 23 يوليو رئيسا من جيل أكتوبر المجيد ؛ فكان همزة الوصل بين جيلين رائعين ؛ ولن يستطيع شخص ما علي مر التاريخ إغفال دوره السياسي والعسكري أو محوه ؛ أو المزايدة علي وطنيته وإخلاصه وحبه لتراب هذا الوطن ؛ بل إن إنجازاته الإقتصادية والسياسية في ربوع مصر وعلاقاته العربية العميقة ودوره في الحفاظ علي أمن الخليج ؛ ودوره الرائد في الحفاظ علي مقدرات الوطن العربي وهويته ضد قوي البغي والعدوان والأستعمار كانت سببا مباشرا في المؤامرة الكبري لمحاولة إسقاط مصر من أجل شرق أوسط جديد من خلال ما أسموه بالفوضي الخلاقة تكون مصر فيه هي الكعكة ؛ فتأمر من تأمر ؛ وخان من خان ؛ وباع من باع وبقت مصر حجر عثرة أمام كل هؤلاء ؛ وصمام أمان لأمتها العربية تؤدي دورها في الحفاظ علي وحدة هذا الوطن والزود عن مقدساته ؛ ولكن قد يتعجب البعض عندما أقول أن مبارك بحسه الوطني والذي إتخذ اولي خطوات إفساد هذه المؤامرة بتنحيه عن الحكم هو من فتح الباب للمتأمرين ؛ بل وقدم لهم الدعم عن غير قصد من خلال مماراسات سياسية خاطئة تمثلت في إصراره علي البقاء في الحكم لفترة زمنية ليست بالقصيرة ؛ وعدم إختيار الوقت الصحيح للعودة إلي صفوف الجماهير وكنت أظنه سيفعل عقب عودته من رحلته العلاجية ؛ ولا حديث عن فراغ الدولة من الكوادر فكوادر القوات المسلحة أدارت الأزمة وأخرجت مصر من محنة 25 يناير ؛ إلي جانب سياسته الخاطئة في مهادنة جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية علي مدار ثلاثين عاما علي نحو أثار السخرية في الشارع المصري ؛ فعندما تعلن الدولة أنها الجماعة المحظورة  أو المنحلة بينما تعقد إجتماعاتها وإنتخابات مرشدها في ظل تأمين من الدولة فهذا عبث وسخف ؛ عندما يتواجد قياداتها في مكاتب الأمن المصري من أجل إبرام الصفقات والمشاركة في خداع الشارع فهذا لعب بالنار التي تحرق الوطن الآن ؛ وعندما يتغافل مبارك عن خطورة الأنفاق في سيناء ويقول لأسرائيل مقولته الشهيرة (للنفق فتحتين .. أقفلوا أنتم من عندكم) فهذا إستخفاف وعدم تقدير جيد للكارثة الأمنية من وجود هذه الأنفاق وهنا يجب أن نعترف ويعترف مبارك نفسه أنه ترك إرثا بغيضا نتحمل نحن تبعاته الآن وتحمل هو تبعاته قبلنا جراء فتح السجون وقتل متظاهري التحرير ؛ وعندما يواجه مبارك شائعات التوريث بالنفي المجرد دون إتخاذ إجراءات حاسمة بإبعاد مبعث هذه الشائعات من مماراسات وأفراد أفسدوا الحياة السياسية في مصر يكون قد ساهم في نشرها بما لا يدع مجالا للشك ؛ وعندما يترك جماعات المجتمع المدني تتلقي تمويلا أجنبيا دون رقابة ؛ بل وتتلقي تدريبا في الخارج بعلم القيادات الأمنية تحت ستار الحريات وحقوق الإنسان و الديمقراطية دون أجراء إحترازي ففي هذا عدم تقدير سليم للموقف أو قراءة جيدة للمستقبل .   

وفي النهاية يبقي هذا كله في إطار الأخطاء السياسية وإن كان أثرها مرعب وجسيم ؛ فالحقيقة أن مبارك لم يكن فاسدا أو عميلا أو متأمرا علي مقدراتنا بل كان وطنيا مخلصا ؛ وعسكريا شريفا وامينا  ؛ ولا نستطيع أن نغفل ثلاثين عاما من حكم مستنير ترك خلفه إحتياطيا دولاريا آمن لمصر في سنوات عجاف ؛ وجيشا صلبا قادرا علي عبور المحنة ؛ وقضاءا شامخا ؛ ودولة مؤسسات بحق دولة عميقة غير قابلة للإنكسار ؛ فعاملوه بالعدل لا بالقسط ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمه بحجر ...

بقي كلمات بسيطة يجب أن نستلهمها من التاريخ ؛ أن المؤسسة العسكرية مصنع الرجال ونبراس الوطنية والوفاء والأمانة هي الضامن الحقيقي لأمن الوطن وأمانه بل ورقيه وسعادته ؛ وهي مؤسسة لا تعرف الخيانة أو التأمر ؛ وأنها وهبت لهذا الوطن أنبل وأشرف الزعماء ؛ وان الأخطاء السياسية لأي من الزعماء هي محض تقديرات خاطئة وغير متعمدة فعلينا ألا نهين قياداتنا ورؤوسائنا ؛ وأن نكون موضوعيين في التقييم لنستفد من أخطاء الماضي ونعيد تشكيل الحاضر ونبني المستقبل علي اسس من الرؤي المستنيرة والقراءات الصحيحية...

أيضا علي الزعماء أن يكونوا أكثر أهتماما بالشأن الداخلي ؛ ويملكون القدر الكاف من التواصل الجيد مع جماهير الشعب ؛ ويكونوا أيضا علي قدرة ومهارة في إدارة ومتابعة مرؤوسيهم ؛ فهذا من شأنه دحض الشائعات ووأد الفتنة في مهدها . 

الرؤوساء أفراد من جموع الشعب إخترناهم ليقوموا علي إدارة شئوننا ؛ ورفع قيمة بلادنا ؛ وحماية مقدراتنا ؛ يحملون الأمانة وهي تضحية بكل رغد الحياة ومتعتها ؛ وهم في رحلة المسئولية يصيبون ويخطئون فعاملوهم بالعدل لا بالقسط ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمهم بحجر ........  
                                                          #حافظوا_علي_مصر