قبل أن تدهسنا عجلات الهكسوس
"علي الدولة بكل مفرداتها أن تتوقف كثيرا
ولكن بموضوعية وتفكير عميق أمام أي قضية تواجهنا جميعا لنعرف حقيقة الدور الذي لعبته
كدولة ؛ وطبيعة الدور الذي يجب أن تؤديه وبإحترافية خلال الفترة القادمة صونا لهذا
الوطن ماضيه وحاضره ومستقبله ؛ وفي هذا يجب ألا يسرقنا مظهر أي حدث عن تحليله بعمق
لمعرفة مرجعيته وأهدافه وتداعياته حتي يمكننا عن يقين تلافي
تكراره أو ما شابهه ؛ أو علي الأقل نتمكن من إمتلاك أدوات التعامل مع أسبابه
بحرفية تحد من تداعياته .
لسنا
هنا بصدد التحدث عن فعل أحمد مالك و شادي حسين ذلك الفعل البشع فأمره إلي القضاء
محسوم ؛ كما أننا لسنا بصدد تحليل فعل فاطمة ناعوت أو التعليق علي حكم القضاء
فحتما هذا ليس من ثوابتنا الوطنية والأخلاقية او حتي المهنية ؛ ولكن لدينا هدف
أسمي وأنبل وهو وطن أغلي ما نملكه وأجيال قادمة أعز ما نتمناه".
بداية أؤمن عن يقين أن المؤامرة معادلة بين طرفين أحدهما
متأمر والأخر متأمرعليه ؛ كما أنني ومن خبرات حياتية أجزم بأن المتأمرعليه شريك
فاعل في المؤامرة فهو من فتح الباب وهو من وهب الأسباب وهو من هيئ المناخ ليتمكن
المتأمر من النيل منه ؛ ولو أننا كنا ندرك تداعيات كل فعل نأتيه بحكمة وموضوعية
لربما وجد المتأمر الباب مؤصدا ولما كان هناك مؤامرة من الأساس.
نعم أيها السادة مافعله مالك وشادي فعل تأمري وإن جهلاه
رغم يقيني أنهما يقصدانه وانه مخطط ومدبر ؛ ولكن ما دورنا نحن كدولة في هذا الفعل
الشنيع؟
دورنا جاء يوم لم ندرك أن هناك إتجاها عنصريا ضد الجيش
والشرطة توج بهتاف يسقط يسقط حكم العسكر الذي خرج من الميدان بعد فترة من تولي
المجلس العسكري شئون البلاد عقب أحداث الخامس والعشرين من يناير وما تلاها ؛ فهذا
الهتاف لم يخرج عفويا أو عشوائيا أو لأسباب منطقية ؛ لكن كان مخططا له جيدا يوم
ألغينا المدارس الثانوية العسكرية التي كانت تعد الأجيال في السن الحرج ليكونوا
رجالا ؛ فكانت هذه المدارس تعلم الإنضباط والألتزام والأخلاق ؛ بل وكانت تساوي بين
طبقات المجتمع المصري بزي موحد وهيئة تنم عن الإحترام والنظافة الشخصية والرجولة ؛
وأستبدلناها بمدارس أجنبية وخاصة وأنتهي المطاف بالمدارس العسكرية إلي (سناتر) ؛
فكانت النتيجة أن خرج لنا شباب مخنث بشعثهم وضفائرهم وقذارتهم ؛ وبل ملابسهم التي
لا تنم عن رجولة ولا تعطي طابعا لإحترام قيم المجتمع وتقاليده وهويته الدينية ؛
وهذا المظهر النابع من فكر متردي هو ما أفرز لنا السلوك العشوائي و العدوانية تجاه
مجتمع أغلبه يؤمن بحرمة الدين وقدسية الوطن وشرف العسكرية و قيمة علماء الدين.
دورنا جاء يوم أعفينا أجيالا من أداء الخدمة العسكرية ؛
ويوم وافقنا علي التصالح مع كل هارب من أداء هذه الخدمة التي هي خدمة للشاب قبل أن
تكون خدمة للقوات المسلحة مقابل مبلغا من المال يدخل خزينة الدولة ليخرج فيروسا
ينخر في جسد الوطن ؛ فلم نعط القدوة بأن العسكرية واجب وشرف وأمانة.
دورنا جاء يوم قبلنا وساهمنا في نشر مسميات مسيئة للجيش
والشرطة فأطلقنا علي ضابط الشرف ضابط مخلة ولعلنا نمعن التفكير في الفارق الشاسع بين
المسميين ؛ وعندما إعتبرنا المتطوع في القوات المسلحة أو الشرطة لاجئ يلعق أعتاب
الميري (وكم هو شرف) فلم نقدره كرجل يدافع
عن مقدراتنا وأمننا ؛ وعندما خلد في أذهاننا أن كل من يحب العسكرية هو من محافظة
(..........) فأطلقنا عليهم النكات وجعلنا منهم سخرية ولم نذكر أن هذه المحافظة هي
من قدمت لنا أجيالا من الأبطال والشهداء أنقي من داس تراب هذا الوطن ؛ وعلي غرار
ذلك كل محافظة قدمت خيرة أبنائها للجيش والشرطة.
نعم أيها السادة نحن من ساهمنا في إهانة العسكريين يوم
إستجبنا لرغبة الغرب في ضرورة وضع نص دستوري يمنع مشاركة العسكريين في الإدلاء بأصواتهم
في الإنتخابات وكأنهم مرتزقة لا يعنيهم شأن هذا الوطن ؛ بل وأجرمنا عندما وافقنا
علي دستور يمنع عدم وصول العسكريين إلي السلطة وكأنهم جنسيات غير مصرية ؛ رغم إنها
المؤسسات الأعمق وطنية والأكثر نجاحا وإنضباطا ؛ وأجرمنا في حق أنفسنا وفي حق
القوات المسلحة والشرطة يوم سمحنا لكل ممثل رقيع مدمن أو مزواج أو شاذ أو مثلي يظهر
لنا عبر الإعلام المرتزق ليعلن رفضه لحكم العسكر ؛ ويقينا هو ليس بفنان فالفنان
يقدم للمجتمع قيمأ أخلاقية ويقود إلي توحد المجتمع وليس إلي إزدراء قطاع من قلب
نسيج هذا الوطن ؛ وفي النهاية الجيش والشرطة هم من يتحمل ويدفع ثمن كل ما تجنيه أيادي الحكم المدني
؛ وكأنما ولدتنا أمهاتنا أحرارا بينما العسكريين هم عبيد إحسناتنا ؛ فأي عار نحمله
وأي عنصرية سمحنا لشرذمة من المخنثين أصحابها العيش بيننا لتعميقها في أجيال قادمة
و هم الوباء لا ريب.
نعم نحن من ساهمنا في إهانة العسكريين يوم سمحنا لمجموعة
من البلطجية أن يعتدوا علي شرطتنا في مدرجات كرة القدم ؛ ويطلقون الأناشيد ويرفعون
اللافتات المسيئة التي تحقرهم وتنال من كرامتهم وأسرهم ؛ بل ويطالبون بإبعادهم عن
الملاعب ليتولون هم مسئولية الأمن وهم الفوضي والإجرام عينه ؛ لينتقل المشهد إلي
ميدان التحرير قتل وسحل لأفراد الشرطة وتجريدهم من ملابسهم العسكرية وحرق مركباتهم
ومؤسساتهم ؛ ثم إهدائهم واق (.........) بعد خمس سنوات من الخامس والعشرين من
يناير في إصرار بالغ علي إهانتهم وتحقيرهم ؛ وهم بحق الورد الذي فتح في جناين مصر.
نعم نحن من ساهمنا في إهانة العسكريين يوم أصابتنا حمي
تبادل مقاطع فيديو لتعذيب مواطنين داخل أقسام الشرطة دون أن نعي مدي صحتها ؛ وكم
نسبتها بل ونتداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومن خلال إعلام مرتزق لنسئ إلي
جهاز كامل من الشرفاء والشهداء الذين يمشون علي الأرض بيننا في إنتظار دورهم
للشهادة من أجل هذا الوطن وهذا الشعب ؛ فأي جريمة نرتكبها نحن في حق انفسنا وفي حق
هذا الوطن.
نعم نحن من ساهمنا في إهانة العسكريين يوم فتح إعلامنا
غير الوطني ذراعيه لمن يطلقون علي أنفسهم النخبة وهم في حقيقة الأمر تخمة من
الغباء والجهل والعمالة لتنقض علي مؤسساتنا العسكرية فتروج وتصفق وتدعم كل ما سبق
بالأكاذيب والحقائق المغلوطة ؛ وتتحدث عن الغرب وكأنه جنة الله في الأرض فتنقل ما
يريد أن يزرعه المستعمر في أرضنا من فتن ؛ فتدوس الأديان بالنعال بزعم الإنتصار لحرية
الإبداع ؛ وتقايض علي مقدراتنا وهويتنا تحت مسمي الحريات وحقوق الإنسان ؛
وتقامر بأرضنا وأعراضنا ومصير أمتنا مقابل حفنة من الدولارات العفنة.
وهنا أوجه كلمة لهذه التخمة التي تعارض إتخاذ الإجراءات
القانونية ضد مالك وشادي ؛ وأيضا لحكم المحكمة بحبس فاطمة ناعوت بتهمة إزدراء
الأديان بحجة أن الأمر في نطاق حرية الرأي والتعبير ماذا لو أهدي
مالك وشادي واق (.........) لناعوت علي مرأي ومسمع من العالم في ميدان التحرير
بديلا عن الإجراءات القانونية والسجن مستندين إلي حجتكم عن حرية الرأي والتعبير والإبداع ؛ ولذا لا عيب في أن نقرع الرأي بالرأي؟
لن يوافق أحد منكم لأن كرامة ناعوت أغلي لديكم من حرمة الدين الذي أزدري بحكم قضائي وكرامة الجندي التي أنتهكت أثناء أداء عمله في تأمين المواطنين ؛ ولكن عليكم أن تدركوا أن الحرية مسئولية ولو صار المجتمع خارج إطار الحرية المسئولة لكانت الفوضي؛ فالحرية ليست إبتذال أو شعارات ولكنها أداء وممارسة إنسانية وأخلاقية ويوم لا تحترم الحرية الدين وكرامة الإنسان فلتذهب الحرية إلي الجحيم فهكذا تبني الأوطان.
لن يوافق أحد منكم لأن كرامة ناعوت أغلي لديكم من حرمة الدين الذي أزدري بحكم قضائي وكرامة الجندي التي أنتهكت أثناء أداء عمله في تأمين المواطنين ؛ ولكن عليكم أن تدركوا أن الحرية مسئولية ولو صار المجتمع خارج إطار الحرية المسئولة لكانت الفوضي؛ فالحرية ليست إبتذال أو شعارات ولكنها أداء وممارسة إنسانية وأخلاقية ويوم لا تحترم الحرية الدين وكرامة الإنسان فلتذهب الحرية إلي الجحيم فهكذا تبني الأوطان.
نعم أيها السادة نحن طرف أصيل في المؤامرة ؛ فلنعيد صياغة
أفكارنا ؛ ونبدأ في تقييم أفعالنا ؛ ولنبدأ تصحيح خطانا ؛ ولنحتفظ بثوابتنا
الدينية وقيمنا الوطنية والمجتمعية قبل أن تدهسنا عجلات الهكسوس.
#حافظوا_علي_مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق