السبت، 9 مايو 2015

في زخم من المشكلات ..من يخاطب محافظ الأسكندرية ؟



هــــل هذه مهام ومسئوليات محافظ ؟
في زخم من المشكلات ..من يخاطب محافظ الأسكندرية ؟




         ”لا وطني مخلص  يتمني أبدا أن يخفق السيد هاني المسيري محافظ الأسكندرية في مهمته كمحافظ  لمدينة هي الأعرق تاريخيا ؛ وهي عروس البحر الأبيض المتوسط وملتقي الحضارات لعقود طويلة من الزمن .. الجماهير في الأسكندرية وخارجها كانت تنتظر منه الكثير بعد أن ألقت أحداث الخامس والعشرين من يناير وما تبعها من ظلال سوداء علي المدينة الجميلة وسكانها ومرتاديها من فوضي وعشوائية وإنفلات أمني في كل مجالات الحياة اليومية ؛ ولكن ترسخ لدي يقين أن السيد المحافظ منفصل تماما عن الواقع ؛ كما أنه يفتقد إلي المهارات الإدارية التي تؤهله للنجاح في مهمته‟

قبل أسابيع نشر السيد محافظ الأسكندرية إعلانا علي مساحة ربع صفحة بجريدة الأهرام عدد الجمعة عن منح مكافأت لأوائل الشهادات في التعليم قبل الجامعي ؛ ليعود في الأسبوع التالي مباشرة لينشر إعلانا بنفس الجريدة وبنفس المساحة عن بدء مشروع جمع وفصل القمامة من المنبع وأنه سيبدأ بحي باب شرق (أحد أحياء الأسكندرية) ثم مستقبلا تعمم التجربة علي باقي الأحياء.

وبالطبع من الوهلة الأولي يتضح لنا أن إعلانات بهذه المساحة وبجريدة في ثقل جريدة الأهرام ليست سوي مغازلة للحكومة ليقول (انا موجود) وتلميع إعلامي لشخصية أثارت الكثيرمن التحفظات لم يكن يحتاجها السيد المحافظ في بداية عمله التي لم تكن موفقة وخاصة أنه كما نقول الإنطباعات الأولي تدوم ؛ وربما يتساءل البعض من دفع تكاليف هذا التلميع الإعلامي لجريدة توزع علي كامل نطاق الجمهورية في حين أن الأمر لا يخص إلا أبناء الأسكندرية ؟ وكان من الممكن أن يكون الإعلان علي مستوي قناة الأقليم ومن خلال وحدات الحكم المحلي ووكالات الوزارات المعنية بالأسكندرية؟


بالأمس خرج علينا السيد هاني المسيري بحملة لتنظيف شواطئ الأسكندرية وأختار شاطئ جليم الذي يعد واحدا من أرقي شواطئ الأسكندرية لتكن البداية ؛ وهذه الحملة تطرح العديد من التساؤلات ما الهدف من الحملة ؟ هل الهدف محدد ؟ هل يمكن قياسه؟ ما آليات التنفيذ ؟   ثم من المستهدف من الحملة ؟ المنطق يجيب أن المستهدف هو المواطن سواء قاطن المدينة أو زائرها ؛ إذا كان الأمر كذلك لماذا كتب عنوان الحملة باللغة الإنجليزية دون العربية ؟ من يخاطب السيد المحافظ من حملته ؟


الأمر الأكثر إزعاجا لنا جميعا إهتمام المحافظ بمناطق أراها ويراها معي الجميع الأكثر نظافة علي مستوي الأسكندرية ؛ أكوام القمامة تجتاح كل مكان بالمحافظة التي باتت شهيدة ولا آلية طرحت حتي الأن للقضاء علي هذه الظاهرة ؛ المحافظ ربما لا يعرف طبيعة وضع القمامة بالأسكندرية ؛ وربما يعرف وليس لديه الفكر أو الشجاعة للتصدي للأباطرة من تجار القمامة ولذلك نطرح علي الرأي العام ما يحدث بالأسكندرية في رحلة القمامة حيث أنه لا صناديق بالشوارع لتجميع القمامة ؛ وعلي مدار اليوم يمر صبية يقومون بتمزيق أكياس القمامة الملقاة في وسط الطريق و تفريغها و إنتقاء ما يصلح للبيع من كرتون – علب معدنية – بلاستيك وغيرها مع ترك باقي المخلفات في الشوارع ؛ وهؤلاء الصبية يتبعون تجار مخلفات ؛ ومخازن هؤلاء التجار تقع وسط أحياء سكنية شهيرة ؛ ثم تأتي لوادر المحافظة لرفع القمامة بعشوائية أدت إلي تحطم أجزاء من الأرصفة دون متابعة أو رقابة أو إجراء تصحيحي.  
أين المحافظ وأين وكيل وزارة الصحة وأين وزارة البيئة و أين الدفاع المدني والحريق و أين روؤساء الأحياء ؟
أين فصل القمامة من المنبع ؟ وأين التجارب الناجحة السابقة له في المعادي؟
قبل أن نغلق هذا الملف هل مهمة المحافظ ما نراه في الصور ؟ وهل من أجل ذلك تم تعيينه ؟ أين المهارات الإدارية ؟ وأين الأفكار خارج الصندوق ؟ 


هل طرح السيد المحافظ مشكلة التوك توك الذي يغزوالأسكندرية كجيش من الجراد علي مائدة الأولويات بكل تبعات المشكلة من إنتهاك لقوانين السير ؛ والبلطجة ؛ والتعاطي والإتجار بالمخدرات ؛ وتهديد سلامة المواطنين ؛ وعمالة الأطفال ؟ هل نظر إلي خريطة الأسكندرية وحدد الأماكن المصرح أو الغير مصرح بها  سيرالتوك التوك ؟ ناهيك عن الدراجات البخارية غير المرخصة والتي يقودها الصبية والمنفلتون أخلاقيا ؛ والضوضاء الذي ينم عن مدينة متخلفة جراء مكبرات الصوت بهذه الدراجات ومع الباعة الجائلين ..... أشياءا بسيطة غير مكلفة لو أنجزها السيد المحافظ لشعر الجميع بالراحة والأمن والتغيير ودولة القانون وعودة الإنضباط للشارع السكندري بدلا من هذه الصور الغير لائقة والتي تثير سخرية الجميع.  


هل إتخذ السيد المحافظ إجراءات عاجلة لمنع المحطات العشوائية وغير الرسمية لغسل السيارات بالشوارع وهو يعلم أن المياه المستخدمة والكهرباء المستخدمة لإدارة الطلمبات مسروقة وأن هذا إهدار لحق الدولة ؛ وأن هذه العشوائية تهدر مياها نحن أحوج ما نكون لها ؛ وأن هذه المياه تهدد بإرتفاع نسبة المياه الجوفية مما يؤثر علي سلامة الأبنية ؛ وأن إندفاع المياه بفعل الطلمبات قد أفسد الطرق ؛ وان هذه المياه حمل غير محسوب علي شبكات الصرف الصحي ؟


ماذا قدم السيد المحافظ من حلول لمشكلة الكلاب الضالة في شوارع الأسكندرية والتي يقتنيها البلطجية ويستخدمونها في إرهاب المواطنين وترويع الآمنين ؟
هل يشغل ذهن السيد المحافظ مشكلة المواقف العشوائية لسائقي الميكروباص والتي حولت شوارع الأسكندرية بالكامل إلي أوقات ذروة ؛ وصارت بؤرا للبلطجة وإمتهانا لكرامة المواطن خاصة أبناؤنا الطلبة وتحميلهم أعباء مادية مقابل النقل ونتيجة لتجزئة المسافات؟


هل خرج السيد المحافظ ليلا إلي الشارع السكندري ليري عمليات البناء الليلي ؛ ومخلفات البناء التي أتلفت الطرق دون رقيب أو ضابط ؛ وأرجو ألا يحدثنا عن الضبطية القضائية للسادة روؤساء الأحياء أو عن المحليات ؛ فالأسكندرية في إنتظار كارثة بسبب البناء ليلا وتبعاته ؟



هل حاول السيد المحافظ السير يوما علي الرصيف فتعثرت قدماه في كراسي المقاهي التي لم تكتف بالرصيف فنزلت إلي منتصف الطريق ؛ أو تعثر في الأكشاك العشوائية التي أحتلت الأرصفة و تستمد إنارتها من سرقة التيار الكهربي ؟

هل تناول السيد المحافظ  إفطاره  يوما من عربة فول في الطريق فلاحظ أن رغيف الخبز هو الرغيف المدعم ؛ فتسائل في نفسه كيف حصل صاحب العربة علي كل هذا الخبز في ظل صرف الخبز علي البطاقة التموينية ونقاط الخبز التي تصرف للمواطنين ؟ لا تشغل نفسك ولا تتحير فالخبز يخرج من المخابز وزنه ناقص في ظل لا رقابة تموينية وفارق الوزن يباع بسعر أغلي لهؤلاء.


في حديثه مع الإعلامية مني الشاذلي يوم 12 من مارس وردا عن سؤال ألم تفكر في إحتمالات الفشل ؟ قال السيد هاني المسيري : نجرب ولو فشلت سوف أرجع إلي حياتي السابقة فهي لم تكن سيئة !!!! وهكذا لم يفكر السيد المحافظ في الجماهير ؛ أو في الدولة التي أولته ثقتها وحملته المسئولية ؛ لم يفكر في دولة ناهضة وطموحات وآمال معقودة وأنه صار جنديا في هذا التوقيت لا موظفا كبيرا ؛ ولم يفكر في جيش وشرطة يقدمون أرواحهم فداءا لتراب هذا الوطن وللبسطاء من هذا الشعب ؛ السيد المحافظ   فكر فقط أن حياته السابقة لم تكن سيئة .....!!!!

إن ما تحتاجه بلادنا في تلك المرحلة كتيبة من المقاتلين لا كتيبة من الموظفين الكبار ذلك أننا وأول أهدافنا هي إعلاء دولة القانون ؛ وإعادة البناء والتنمية ؛ لدينا رئيسا يقاتل من أجل توفير كافة الإمكانات للنهوض بالدولة الجديدة التي تحمي وتصون المواطن المصري وتضمد جراحه من سنوات عجاف مرت به ؛ وتضمن لأبنائنا وأحفادنا مستقبلا مشرقا وحياة كريمة .... رئيسا من رحم النيل حمل ورفاقه أرواحهم علي أكفهم من أجل صون هذه الأرض ودفاعا عن هذا الشعب ضد خفافيش الظلام وراعاتهم من الإستعماريين الجدد ..... رئيسا يسابق الزمن لا يخاف إلا الله ولا هما له إلا وطنه وشعبه  فليس أقل من أن يؤدي كل مسئول دوره ويحقق ما يفوق ما هو مكلف به ؛ فالمنصب مسئولية وأمانة ويمين ولاء لهذه الدولة وهذا الشعب.


ليست هناك تعليقات: