أرضنا عرضنا من أجلها أستشهد وسيستشهد
أبناؤنا
”لم يكن غريبا أثناء حفر قناة السويس الجديدة أن نجد جثامين مقاتلينا
الأبرار الأبطال الذين أستشهدوا دفاعا عن تراب هذا الوطن وزودا عن كرامة العرب كل العرب ضد مخططات
الهيمنة وأحلام التوسع والإستعمار التي يقودها الهكسوس الجدد وتتار العصر خوارج
هذا الزمان ضد قوميتنا العربية ؛ ليأتي الخامس والعشرون من أبريل هذا العام ذكري
تحرير سيناء الغالية حاملا رسالة لكل مغتصب واهم مفاداها إحذروا العرب وأرض العرب
فإنها الأرض التي تزرع جهادا وفداءأ وتسقي دما وعرقا فتطرح شهداءا يمنحوا شعوبهم
حرية وكرامة وتاريخا شاهدا علي كل معاني البطولة والإنتصار لقيم الحق والعدل
والخير.....‟
في الذكري الثالثة والثلاثين لتحرير سيناء
علينا أن نذكر بكل الإجلال والتقدير كل من بذل الجهد والدم لتعيش مصر حرة كريمة
تبسط سيطرتها علي كامل ترابها الوطني ؛ ويظل الجيش المصري درع هذه الأمة وسيفها
هوبطل هذا المشهد عسكريا وسياسيا ؛ فهو من حارب ببسالة لتحرير الأرض وهو من أعطي
القوة والأرض الصلبة للمفاوض السياسي لإستكمال تحرير التراب الوطني ؛ بل والحق
أقول أن المؤسسة العسكرية المصرية عبر تاريخها الوطني المجيد هي من قدمت أنبل
الرجال وأشجع الفرسان وامهر الساسة الذين قادوا في فترات حالكة سفينة هذا الوطن
ليعبروا بها إلي دوائر النور ويفرضوا علي المغتصب كلمتهم حربا وسلما ؛ ويغيروا
معطيات الوضع علي الأرض لصالح القومية العربية .
نعم فلقد حان الوقت الذي نقدم فيه إعتذارا
لجيشنا البطل عن كل عميل خائن هتف يوما (يسقط يسقط حكم العسكر) ؛ حان الوقت أن نقدم إعتذارا
عن كل يد متأمرة داخلية وخارجية أمتدت بسوء إلي مقاتلينا الشرفاء فسقط الشهيد
والمصاب فداءا لوحدة أرضنا وصونا لهذا
الشعب عرضه وكرامته ؛ وأمنه وأمانه ..... أنه الجيش المنتصر الذي يخوض حربا ضروس
ضد تجار الدين وعملاء الخارج ... حربا ضد دعاة الفتن والفوضي وطمس الهوية العربية ؛
حربا يخوضها بقيمه السامية النبيلة ضد من لا خلاق لهم ولا دين ؛ وكما كانت حرب
أكتوبر 1973 حربا من أجل السلام يخوض اليوم جيشنا الباسل حربا من أجل البناء
والتعمير فطوبي لخير أجناد الأرض جند النصر والفتح المبين.
إن هذه الذكري الغالية علي قلب كل مصري وعربي
تفرض علينا أن نوجه رسالة إمتنان وإجلال لكل ام ثكلي وزوجة مترملة وطفل فقد الأب أو
الأخ ولكل ضحايا الحروب عبر العصور وحتي تطهير أرض سيناء من كل إرهابي مجرم ؛ فلقد
قدم كل بيت في مصر أجمل وأغلي مافيه من الشباب ثمنا زهيدا لسيناء الغالية ؛ فالأرض
عند المصريين عرض وهو أغلي ما يملكه المصريون البسطاء في الحقول والمزارع ؛ وامام
الماكينات في المصانع ؛ وفي بلاد الغربة ...... الأرض لنا حياة أو موت دونها ؛
ومهما تعددت الأجيال من الحروب المختلفة ؛ ومهما بلغ الظالمون المدي ؛ ومهما مكروا
فمكر الله أكبر وجند الله شعبه قوامه تسعون مليونا إذا دعا داعي الجهاد.
رسالة إعتذار واجبة للشهيد البطل / محمد أنور
السادات فقد كاد البعض منا وليسوا منا إضاعة الأرض التي بذل من أجلها الدم والعرق
؛ وقاتل من إجلها حربا وسلما ؛ الأرض التي حلم ان يراها محررة من الدنس الصهيوني ؛
حلم أن يراها في حضن الوطن الأم ؛ عادت سيناء ولن نفرط يوما فيها ؛ ففي مصر درع وسيف وشعب عاهد الله
علي حماية الوطن ؛ إعتذار لزعيم فذ سبق عصره فكرا وعملا ؛ ووقف ندا للولايات
المتحدة ولم يخنع لتهديداتها وعبثها بالمنطقة العربية ؛ زعيم أستشهد وفلسطين ملء
قلبه وعينيه.... زعيم عاش من أجل السلام وأستشهد من أجل المبادئ.
رسالة إعتذار واجبة للرئيس الأسبق / محمد
حسني مبارك الذي ظل أمينا علي هذا الوطن محاربا من أجله أكاديميا فمنح الوطن
أجيالا من النسور؛ ومقاتلا فذا قاد سلاح
الجو مفتاح النصر لقواتنا المسلحة في حرب السادس من أكتوبر المجيدة ؛ ورئيسا وطنيا
شريفا إستكمل تحرير سيناء في الخامس والعشرين من إبريل ولم يفرط في شبر من الأرض
وتقف طابا شاهدا علي أمانته ونزاهته ؛ ولن يستطيع جاحد ان ينكر تاريخه المشرف حتي
تلك اللحظة العصيبة التي فوض فيها المؤسسة العسكرية لإدارة شئون البلاد ليدحض كل مخططات التدخل الأجنبي في مصر
ومحاولات نشر الفوضي وإسقاط الدولة ؛ فمبارك لم يرضخ لمشروع الأرض البديلة ؛ ولم
يمنح قواعد عسكرية لأي دولة أجنبية ؛ ولم يورط جيشه في الصومال أو غيرها ووقف
صلدا لا يلين وخرج من المشهد السياسي دون أن يهرب من الميدان أو يساوم كغيره من
ضحايا ما سمي زورا بالربيع العربي ؛ وواجه مصيره بشجاعة فائقة وجلد وبطولة نادرة ؛ ورغم
أن لكل نظام سياسي أخطاؤه التي لا ينكرها هو إلا أنه وجب الإعتذار له وتوجيه
التحية والتقدير في هذا اليوم المجيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق