الجمعة، 6 مارس 2015

فضلا عد إلي المعادي

..... فضلا عد إلي المعادي

                           تابعت ببالغ من الأهتمام وكثير من شعب مصر ما أثير مؤخرا حول السيد هاني المسيري محافظ الأسكندرية والسيدة الجليلة قرينته وكنت أود ألا يواجه السيد المحافظ الجديد هذا الهجوم الضاري في بداية توليه منصبه .


إن السيد المحافظ وهو من صفوة رجال الإدارة في مجال الأعمال والصناعة الذين يتمتعون بمهارات الإدارة التي تقودهم إلي النجاح في هذا المعترك الشائك ويدرك جيدا حساسية المنصب ومتطلباته ؛ كما يدرك جيدا أن المنصب القيادي في الدولة رهن التقييم الدائم والمستمر وهو التقييم الشعبي والرسمي و الذي لا يغفل العلاقات الإجتماعية والتصرفات الشخصية أيضا لا يغفل أهمية التصريحات التي تصدر عن المسئول والتي يجب أن تكون دقيقة ولا تحتمل اللبس ولا تصدر في لحظات أنفعال أو تهور أو إستخفاف بالرأي العام.  
  


ولكن أتت تصريحات السيد المحافظ مخيبة للأمال ليس فقط علي المستوي القيادي ولكن المستوي الشعبي لتضع علامات إستفهام حول مستقبل الأسكندرية تحت إدارته.
فالسيد المحافظ أنبري في وسائل الأعلام مدافعا عن حضور السيدة قرينته لإجتماعات المحافظة ؛ ولجولاته الميدانية  مبررا أنها خبرة وأننا في عصر منفتح وأنه لا يستطيع أن يمنع يدا تمتد بالمساعدة والمشاركة....!!
فهل السيدة قرينة السيد المحافظ هي الخبرة الفريدة والوحيدة في جمهورية مصر العربية لتنفرد بهذا الدور وهل نضبت الأسكندرية معينها من السيدات الفضليات اللائي يضطلعن بهذا الدور؟  وهل تجربتها في حي المعادي صالحة للتطبيق والنجاح في محافظة بحجم الأسكندرية ؟ وهل يمارس العمل التطوعي من داخل أروقة ديوان عام المحافظة ؟
إن جواز المرور للسيدة قرينة المحافظ  لهذا الدور وهذا الحضور هو كون زوجها محافظا للاسكندرية فلم نراها قبل ذلك ولن نراها بعد تركه المنصب.  
وقد بدا السيد المحافظ مرتبكا مشتتا في رده علي ذات الموضوع عندما أراد أن يذهب بنا نحو أن القضية هل نوافق علي عمل المرأة أم لا ..... وهكذا حول السيد المحافظ إستخفافا بنا القضية إلي قضية حقوق المرأة و .......و ............ وكان من الأفضل من وجهة نظري أن يصمت لأنه حقيقة زاد الطين بله وطرح العديد من الأسئلة ولعلها ذلك السؤال الذي بات يؤرق الكثيرين وخاصة من أصحاب الخبرات القيادية  هل سيتعامل السيد المحافظ مع مشكلات العاصمة الثانية عروس البحر الأبيض المتوسط بهذه العقلية وبهذا الفكر ؟  
السيد المحافظ  لديه فرصة ذهبية لأن يذكره تاريخ هذه المدينة العريقة ؛ وان تكون بداية إنطلاقه في عالم السياسة ؛ فالأسكندرية بعد  أحدا ث 25 يناير وما أفرزته من تسيب وبلطجة وإنفلات وإنهيار في المرافق لهي بيئة خصبة للعودة إلي الأنضباط والتألق والأزدهار وجموع الشعب السكندري لديها الطموح وتنتظر عمل المحافظ وفريقه ومعاونيه ولكن .............
السيد المحافظ بعيدا عن الشارع ؛ هو لا يري حقيقة الوضع وربما طبيعة مهامه وكيف يوجه مرؤوسيه  فلو فكر أن يخرج يوما منفردا إلي شوارع الأسكندرية المختلفة بإستثناء الكورنيش وطريق الحرية لواجه  مسئولياته ولسمع أنين الناس في الشارع السكندري.
هل لدي السيد المحافظ حصر لعدد مغاسل السيارات الغير رسمية والمنتشرة بكل شارع في الأسكندرية ؟ هل يدرك المحافظ كم تستنزف هذه المغاسل من المياه المسروقة من الدولة والمهدرة في الوقت الذي نخوض فيه حربا ضارية من أجل الحفاظ علي مياه النيل؟ هل يدرك السيد المحافظ من أين تأتي هذه المغاسل بالكهرباء (المسروقة أيضا) اللازمة لإدارة طلمباتها؟ هل يدرك السيد المحافظ أثر هذه المغاسل علي سلامة الطرق ومن ثم سلامة السيارات والشاحنات ؟ هل يدرك السيد المحافظ الضغط التي تتحمله شبكات الصرف نتيجة هذه المغاسل العشوائية ؟ هل أجتمع السيد المحافظ مع أجهزة المحافظة المعنية للقضاء علي هذه الظاهرة المدمرة؟
هل لدي السيد المحافظ حصر بالمواقف العشوائية لسيارات الميكروباص والتوك توك في مختلف شوارع الأسكندرية والتي تسبب إختناقا بالغ الصعوبة في حالة المرور في كل ساعاتنا التي أصبحت جميعا ساعات ذروة؟ هل لدي سيادته علما بكم البلطجة والتحرش التي تفرزها هذه المواقف العشوائية علي المواطن السكندري ؟ هل أجتمع السيد المحافظ مع معاونيه واجهزته المعنية لوضع خطة لهذا الوضع المتأزم؟

هل يدرك السيد المحافظ أن القمامة مازالت تحتل شوارع الأسكندرية بؤرا للامراض والحشرات ؟ هل يدرك السيد المحافظ أن مهمته الأصيلة ليست رفع القمامة بل وضع آلية لتبقي الشوارع نظيفة جميلة طوال الوقت؟
هل يدرك السيد المحافظ عدد الأكشاك العشوائية التي أحتلت الأرصفة وبات المواطن المسكين لا يجد مكانا آمنا لسيره ؟ ماذا فعل المحافظ .....؟؟!!
هل يدرك السيد المحافظ كم من كلب ضال بشوارع الأسكندرية ؟  هل يدرك السيد المحافظ أن بعد أحداث 25 يناير بات علي كل ناصية وفي كل شارع عدد من البلطجية والمارقين ومعهم كلاب ضالة (غير مرخصة) للأستعراض وترويع الآمنين وتعريضهم للخطر؟  هل أجتمع السيد المحافظ بأجهزته ومعاونيه للحد من الظاهرة المريعة أم سينتظر حتي تتكرر كارثة القاهرة ؟

السيد محافظ الأسكندرية
النماذج السابقة جزء قليل من كثير وكثير وكثير يجتاح شوارع الأسكندرية ؛ النجاح في حلها لا يحتاج إلي تكاليف وميزانيات ضخمة ؛ ولكن النجاح فيها سيعطي دلالة واضحة أن مصر بعد ثورة30 يونيو دولة ذات مؤسسات تفرض قوة القانون وتحمي مواطنيها ؛ دولة تحترم معايير الجودة لأدمية المواطن البسيط ؛ وعليك أن تدرك أن النجاح في الأنتصار للمواطن البسيط هو قاعدة لخلق التميز والتطور والتقدم .
المنصب ليس تشريفا وليس أسهما في بورصة الأعمال فالسيد رئيس الجمهورية سريع الخطي والسماء هي سقف طموحه و أحلامه لهذا الوطن وهذا الشعب ..... رئيس بعبق العسكرية الشريفة المناضلة لا يقف ولا يتراجع ولا يتخاذل ؛ وبالتالي معاونيه من وزراء ومحافظين وكافة أجهزة الدولة يجب ان يكونوا علي مستوي سرعته يعملوا ويبتكروا ويحققوا ما تسمو إليه بلادنا وما ينتظره شعبنا  ....


سيادة الدكتور المحافظ عليك تجاوز ما حدث ونحن معك وأنهض وأنزل إلي الشارع منفردا ؛ أقرأ الوضع عن قرب وأنظر بعين المواطن وأنتصر للشعب ينتصر لك الشعب قبل أن يهتف ضدك فضلا عد إلي المعادي .........

ليست هناك تعليقات: